السبت، 29 ديسمبر 2018

أصْلح ما بالداخِل يصْلُح ما بالخارِج


كتب - أحمد حسين

تريد أن تعدّل كل شيء من حولك وأن تُصلح ما يُفسده الآخرين وتبغي من الجميع أن يسيروا علي صِراط مستقيم ولا يحيدوا عنه مقدار أنملة ؛ لأن ذلك في وجهة نظرك ما ينبغي أن يكون أليس كذلك ؟

هل نسيت أنه من سنن الحياة ونواميس الكون أن المرء بطبيعته يُفسد ساعة ويُصلح ساعة والمحظوظ هو من يلحق إفساده بصلاح فوري وأن مثالية الإصلاح الدائم غير موجودة حتي لدي أكثر الناس استقامة ؟

إن المرء لا يستطيع أن يجعل سيارة تسير بشكل دائم في طريق مستقيم وهي مجرد آلة فما بالك بالإنسان العاقل المفكر الذي يُخطئ ويُصيب .

أتنزعج من رؤيتك لحال الأمة العربية مثلا وهي مفككة ومشرذمة وليس لها هدف موحد تسعي الي تحقيقه ، أذن فلتنظر إلي ما بداخل دماغك الصغير الذي لا يتجاوز بضع سنتيمترات من أفكار مُشتته وأهداف كل منها في وادٍ ولا تستطيع حتي أن تحدد ما هو الأجدر بالسعي وراءه .

كيف تريد ممن يسرق أن يكبَح جماح هذا الداء اللعين الذي تملك منه ، وأنت نفسك تسرق حتي ولو كنت فقط تسرق مجرد أفكار وتكتبها في شكل قصة أو مقال ، وكيف تبغي من الناس حولك أن يكفوا عن الكذب وهذه العلّة تسري كالسرطان في دمك .

إن المعضلة الأساسية هنا هي أن المرء لا يلتفت إلي العدو القريب الأجدر بالقتال والتقويم والمتمثل في ذاته التي تحتاج الي إصلاح ، ولا يكلف نفسه بأن يدلو بدلوه داخل أعماق نفسه ليصلح ما أفسده غياب عقله في التفكير بإصلاح الآخرين .

والطريق الصحيح هو إنشغال المرء أولاً بإصلاح ذاته حتي يكون قادراً علي التخلص من العدو البعيد والمتجسد فيما قد يفسد المجتمع ؛ فإذا أصلحَ كل منا ما بداخله سيصلُح ما حولنا من تلقاء نفسه .

وهم المكانة الاجتماعية والدرجات العلمية المُزيَّفة

  أحمد البرج تُعرّف المكانة الاجتماعية علي أنها الوضع الذي يشغله الفرد في مجتمع أو جماعة ما ، وقد تتعدد مكانات الفرد تبعاً للمجتمعات ...